كلما مررت بضريح للجندي المجهول شاجت نفسي بالهموم وبالذكريات تجاه هؤلاء الرجال ودورهم المشرف, وأيضاً تجاه رجال هذا القرن وتضحياتهم الذين يبذلوها أمام نساء هذا العصر, فالرجل صار لا يأمن دخول بيته نتيجة لانتشار السكاكين والأكياس البلاستيكية الآن وسهولة استعمالها حتى صارت موضة قديمة, بل وأيضاً اتجاه بعضهن نحو نحر الرجل وإذابته في البانيو بالمواد المذيبة حتى يتحلل تماما ولا يصير هناك أثر للجريمة, دعك من كل ذلك القتل المادي فالقتل المعنوي أفتك وأشد وأكثر انتشاراً, فالمرأة لا ترحم زوجها من المطالب الكثيرة والمنتشرة والمزايدة, ولا بالغضط العصبي على حتى ارتفعت نسبة الانتحار بين الرجال (سمعت أن زوجة انتحرت ولكن اتضح أن زوجها هو الذي حدفها من البلكونة بعد ما اتخنق منها), ولن تجد رجلاً عانى من زوجته إلا بشكل أو آخر , أنا هنا لا أحسد المطلقين ولا الأرامل, ولكن يبدو لي أن الأزواج المساكين يحتاجون الآن وقبل أن يمضي الوقت ونجدهم منتحرين كلهم, يحتاجون إلي تمثال يرمز إلي معاناتهم اليومية ويبعث فيهم القدرة على التحمل المستمر والقدرة على مواجهة اليوم بيوم آخر, تمثال عبارة عن رجل يحمل شيئاً كبيراً وضخماً على أكتافهم ويرمز هذا الشيء إلي المعاناة التي يعانيها الرجال, وبالطبع رأس التمثال أصلع لأن أغلب المتزوجين الآن صلع من كثرة التفكير في كيفية التخلص من حياتهم, ويكون جسم الرجل أسد مثل أبو الهول ليدل على شدة المعاناة والتحمل, ويكون له أرجل من حديد تتحمل مشاوير المدام وخاصة الوحم الذي لا يأتي غير بعد منتصف الليل, ويوضع التمثال بالطبع في ميدان رجالي لا يسمح بزيارته سوى للرجال فقط حتى لا يأتي أحد من الزوجات ويضع للتمثال ذيل حمار حتى تكتمل حقيقة التمثال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق