المتابعون

الأربعاء، يناير 09، 2013

رائحة ابنتي



تعلمون كم أحب ابنتي، ذلك الحب الذي صدعت به رؤوسكم قبل الزواج وبعده….قبل أن أعلم خبر تكوينها في بطن أمها وبعده…..تلك التي أحببتها حبا جعلني أشفق  على من سيأتي بعدها…هل سيظل في قلبي مكانه له أو لها…ولكن تلك ليست المشكلة الآن، فحب ابنتي جعلني أتعلق بها “كلها” وخاصة رائحتها..فهي لها رائحة خاصة لا تخيب عن أنفي….ضبطت نفسي عددا من المرات أستنشقها…تلك الصغيرة النائمة في ملكوتها على سريرها الصغير……أستنشق رائحتها ونفسها….رائحة مميزة لم تمر على أنفي من قبل…وهل مر على ذاك الأنف أميرة كتلك الصغيرة من قبل….
رائحة خاصة كتلك البصمة الخاصة التي تمتلكها….
رائحة خاصة عند استحمامها…..
رائحة خاصة عندما تنام….
رائحة خاصة عندما تستيقظ….
رائحة خاصة عندما تعملها على نفسها……
رائحة خاصة عندما تضحك…عندما تبكي…عندما تصرخ منادية أمد أمد (أحمد يعني).
لكل حركة رائحة خاصة….ولكنها نفس الرائحة المميزة لها التي مهما اختلفت وضعياتها لم تختلف تكويناتها في أنفي…..ولأول مرة أميز رائحة مهما اقتربت أو ابتعدت وذلك الجيوب الانفية والحساسية….
كل ذلك جال في خاطري وأنا عائد من العمل في ميكروباص…أقلب في صورابنتي التي تملأ جهازي المحمول…وتساءلت هل للصور أيضا رائحة خاصة….لا أدري لماذا أجابت أنفي بالاستجابة لرائحة هي الرائحة…أتخرج الروائح من الصور أم أن الأنف تستعيد من عبق ذاكرتها عندما لمحت العين طيف صورها…
مرت الكلمات في ذهني سريعا والرائحة تزداد وتقترب…حتى شعرت بالقلق على روحي التي اندمجت مع تلك بنت القلب التي ضاع معها الفارق بين الخيال والحقيقة…حتى استيقظت على ضربة أم لابنها (ضربة في قلبها) وهي تضرب صغيرها لأن عمل حمام تقيل على روحه…عندها فقط عرفت من أين تأتي تلك الرائحة *_*