المتابعون

السبت، مارس 04، 2006

الموت بين يدي الكتابة!



منذ عام أو يزيد شكوت لصديق ألم بالرأس فأخبرني إلى ترك التفكير والتمعن في الأشياء وأن أدع عصر المخ وعدم إجهاده وإعطاءه وقت للحياة بهدوء وبعيداً عن المشاكل أو التعرض لها وكان الصديق وهو بالمناسبة دكتور يعرف أني من المطلعين دوماً على الأحداث وقارئ نهم للسطور المكتوبة ومشاهد جيد للبرامج الجادة هذا غير الأفلام الاجتماعية التي أعشقها وأفلام الرعب أحياناً, لذا كان يعرف كم هو القرار صعب علىّ ولكنني وعدته بالالتزام بالراحة والهدوء وفعلت بالفعل لمدة شهر ما هو مطلوب وإن كان قاسي فعل ذلك فلم أكن أعير النشرات الإخبارية اهتمام ولا مشاهدة المباريات الرياضية وخاصة مباريات المنتخب والزمالك لقسوة نتائجهم حينها, وكان الأصعب شيئين ترك القراءة سوى بعض الكتب الخفيفة والأشعار الحداثية والثانية عدم المسك بقلم للكتابة وكانت تلك الضربة القاضية فكيف تأتيني فكرة ولا أخلّقْها وأبدعها كيفما شئت وكيف أرى حدث وأدعه يمر من بين يدي وكيف لا أكون ناقداً ولا ساخراً حتى من نفسي.
والمهم ودعت كل شيء حتى الجرائد وتركت العالم وانغمست في دنيا أخرى كلها تفاهات وأمور لا تسمن ولا تغني للعقل الرشيد حتى الشطرنج بطبيعة الحال اعتزلته, لا أخفي أنني شعرت براحة فلم يعد ذلك الصداع الغريب ينتابني كثيراً وصرت أنام بهدوء أفضل من الأرق الطويل السابق وصار عقلي أكثر فراغاً وهدوءاً مما كان وكأنه محيط جفت عنه مياهه التي ترويه وانقرضت أسماكه التي تحويه وانتحر صيادوه الذين يغذوه, صارت الحياة أهدأ وأقل ضجيجاً وأكثر مللاً ولم يكن الشهر الثالث يمر على هذا المنوال حتى كدت أن أنفجر مما أنا فيه فعاد محيطي وبكل شراهة وشرب كل مياهه من جديد وعادت الأسماك تحويني وعدت لعالمي مقبلاً على نهايتي بحب ولذة واستمتاع وفضلت أن أكون الشمعة التي تنير (لي على الأقل) وتصل لنهايتها أفضل من الشمعة الميتة التي لا فائدة منها وتموت أيضاً بالإهمال لهذا فضلت الموت بين يدي الكتابة أفضل من الموت مللاً, فالكتابة لي دم جديد يسري بين عروقي بديل الدم التي تسحبه مننا حكوماتنا والأحداث التي تمر بنا وعلينا, فالكتابة لي أكثر من ريشة وحبر وحتى من لوحة مفاتيح صارت التي استخدمها فهي لي روح فإن صمتت ذهبت عني الحياة وإن جريت سرت أنا الحياة.

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

من الجميل أن يموت الانسان من اجل شيء يحبه ويعشقه ولكن الاجمل ان يكون هذا الشيء ذات قيمة

غير معرف يقول...

بص يا حائر انت قولت كلمة عجبتنى جدا انت قولت
الحياة بتحتاج وقفة موش توقف
وفى برده كلمة سمعتها النهاردة
بتقول
اذا لم احترق انا و اذا لم تحترق انت من اين يأتى الضوء
ربنا يوفقك

shady يقول...

أفعل ما تحب
فى مثل بولندى بيقول أنت إن لم تشرب ولم تدخن سوف تموت بصحة جيدة
طبعاً مع الفارق بين ما تحب وما هو مذكور فى المثل هههههه

حائر في دنيا الله يقول...

حبيبي والله يعم اسلام
فإذا لم نحترق نحن .أنا وأنت فمن يحترق إذن
هل هي حكومتنا الرشيدة
أم السفهاء في الشوارع
لا طبعاً
يجب ان نكون الشمعة التي تموت من أجل تنير للآخرين طريقهم
ولكن أكثر ما قد يضاينقي أن الآخرين في بعض الأحيان
صم
بكم
عمي

حائر في دنيا الله يقول...

شادي
هل تقصد إنني كده كده هموت
فلا فرق بأن أموت بصحة جيدة أو غيرها

بالفعل أنت مصيب ولكن لو كان موتنا شيء سيجلب المنفعة للآخرين
فلا بأس بها موتة

ولكن هناك مثل آخر معتقدش إنه من بولندا بيقول
المنفعة الوحيدة للتدخين أنه يبعد الذباب عنك والصحة أيضاً

يللا شرفتني يباشا