عندما دخلت الجامعة في عامي الدراسي الأول ..قروي يدخل المدينة ومضطر للتعامل مع كل الشخصيات الموجودة بكل ألوان الطيف.....قروي ساذج كغيرة من السهل التغرير به ... كان ذلك سيكون سهلا لولا أن له عقلاً.
كنت مثل طفل صغير يري عالم غريب وعجيب ...صرت أحاول اكتشافه
بحب استطلاع غريب ... مرة بأسئلة ساذجة ..وغريبة... وتارة بمحاولة الاستكشاف عن طريق الصواب و الخطأ....
ومر عامي الأول بفشل ذريع سواء دراسيا أو حتى بالفهم لأي شيء...
وجاء العام الثاني واستعنت بالله لكي افهم كيف يسير هذا العالم الغريب...
ورأيت حشد كبير ... أول مرة أري فيها مظاهرة كبيرة كتلك ... كل هؤلاء الشباب .... وفي البداية دخلت معهم بحب الاستطلاع واكتشاف أشياء جديدة لم أمارسها من قبل.....
شخص هناك يوجهني لكي التزم بالصف الذي أقف فيه... وآخر ينادي بأعلى صوته بشعارات رنانة للأذن .... يا شارون يجبان يا عميل الأمريكان.... ورغم أن الجميع يردد هذا الشعار لهذا اليوم إلا إنني لم افهمه ... أو علي الأقل المفروض العكس .... المهم....ن
اندمجت في المظاهرة بشكل غريب بسرعه .... ووصلت للقمة عندما كنت أدق بقدمي بقوة في الأرض قادم.. قادم .. قادم ... ((الزحف الإسلامي))ن
وبعدها اكتفيت وتركت المظاهرة الأولي والأخيرة حتى الآن... مكتفيا بالصوت العالي الذي أخرجته... وأنا ازداد اقتناعا اننا لسنا غير ظاهرة صوتية.....
وللامانه لقد احسست براحة بعد خروج شعور بالإحباط والاكتئاب ((مؤقت)) وقد تكون لدي هذا الشعور من المصير الذي أوقعنا أنفسنا فيه سواء في فلسطين او العراق أو افغانستان......
ولم اشارك بعدها في مظاهرات في الجامعة غير مقتنع أن يقودني أشخاص لا اعرفهم لأهداف قد اتفق أو اختلف عليها... أحس فيها باني مُسير إلى مطالب يطالب بها أشخاص قد اختلف معهم فيها وقد اتفق....
هناك تعليقان (2):
أتفق معك في أنّ معظم المظاهرات صعب التحكّم في مسارها، وخاصةً أن معظمها تكون محرّكة من قِبَل قوى سياسيّة كُبرى تستغل أحياناً حماس الطلبة.
عدّة مظاهرات كدت أن أسير فيها، لكنّ نوعية اللافتات والهتافات صدّتني عنها.
مظاهرة واحدة وقفتُ فيها ساعةً (هنا في أمريكا)، كانت قبل غزو العراق وكُنتُ معترضاً. كانت صامتةً سلميّةً لم أندم عليها.
ـ
تعرف انه نفس اللى عملته بالظبط
هما بيستغلو جهلنا لتكبير عدهم
إرسال تعليق