المتابعون

الجمعة، سبتمبر 22، 2017

قال الفيلسوف: حلقة قديمة عن الظالم




حلقة قديمة من #قال_الفيلسوف
الفتاة - كان لي صديق فيلسوف، بأقوال الحكماء شغوف، قلت له يوماً: فيلسوف،
الفيلسوف - نعم يا بنيّتي,
الفتاة – ماذا تقول فيمن طغى وبغى وظلم وتجبّر، وظن أنه الأوحد ولا يقدر عليه أحد؟
الفيلسوف – أقول يا ابنتي سبقه من كان أشد منه طغياناً، وأكثر منه بغياً وعدواناً، فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر،
الفتاة – فمتى، متى يا فيلسوف؟
الفيلسوف – متى ماذا يا بنيّتي،
الفتاة – متى ينحسر شره وأذاه ويزول بغيه وجبروته، في هذه الحياة؟
الفيلسوف – تقول الحكماء يا بنيّتي، من طال تعدّيه كثُرت أعاديه،
الفتاة – كثُرت، كثُرت والله يا فيلسوف،
الفيلسوف – ومن اشتد بطشه وإيذاؤه، قرُب هلاكه وفناؤه،
الفتاة – نعم ولكن اشتد الهول والبأس، وعم الناس القنوط واليأس،
الفيلسوف – يقول بعض العارفين يا بنيّتي، اشتَدّي أزْمة تنفرجي،
الفتاة – نعم نعم،
الفيلسوف – ويقول آخر يا بنيّتي، ما اشتد كربٌ إلاّ وهان، وما حلك ليل إلاّ وصله نهار،
الفتاة – متى، متى يا فيلسوف،
الفيلسوف – بنيّتي، يقول الحق تبارك وتعالى، وهو أصدق القائلين: "ولا تحسبنَّ الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار"، صدق الله العظيم.
الفتاة – سبحانك يا ألله، الواقع يا فيلسوف أنني قرأت ضمن ما قرأت، أن أعجل الأمور عقوبة، هي ظلم من لا ناصر له إلاّ الله، فمتى إذاً تنزل عقوبة الله، لمن جحد نِعَم الله، واستطال بقدرته على ظلم سائر عباد الله؟
الفيلسوف – بنيّتي، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته".
الفتاة – صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا عمّن بغى وظلم، فماذا إذاً عمن بُغي عليه أو ظُلِم؟ ماذا عمن أريق دمه وفقد حياته دون ذنب أو جريرة؟
الفيلسوف – روي يا بنيّتي أن الحجاج بن يوسف الثقفي، كان مِن أظلم خلق الله لعباد الله،
الفتاة – يا ستار...
الفيلسوف – وذات يومٍ قتل رجلاً ظلماً وعدواناً، وأمر بصلبه على باب المدينة، فمر بالمصلوب رجل صالح كان جاراً له، فرفع رأسه إلى السماء وقال: "يا رب، حلمك على الظالمين قد أضر بالمظلومين"، ونام الرجل في تلك الليلة فرأى جاره المظلوم في أبهى حلة وأعظم منزلة، وسمع منادٍ من قِبَل الله تعالى يقول: "حِلم الله على الظالمين، أحلّ المظلومين في أعلى عِلِّيّين"، أرأيتِ يا بنيّتي؟
الفتاة - نعم، ولكن ما خير ما تود أن تنهي به حديث الليلة، في أمر ظلم الظالمين وجَوْر الجائرين؟
الفيلسوف – يقول نبيّ الهدى والرسول المقتدى، اتقوا الظلم، فإن الظلمَ ظُلمات يوم القيامة، ويقول رب العزة تبارك وتعالى في حديثه القدسي: "يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلتُه بينكم محرّماً فلا تظالموا"، ويقول ايضاً يا بنيّتي....
الفتاة – شكراً شكراً، هذا يكفي جداً جداً، إلى الغد إذن يا فيلسوف.

ليست هناك تعليقات: