المتابعون

الاثنين، سبتمبر 18، 2017

لوسي أوبراك: كيف أحيا دون شرف؟

لوسي أوبراك: كيف أحيا دون شرف؟






في فرنسا كانت هناك فتاة فرنسية هادئة، تلك السمة التي لم يكن يعلم أحد كل تلك القوة والثورة المدفونة داخلها،  سافرت باريس للدراسة منتصف الثلاثينات، وقعت هناك في غرام رجل يُدعي ريمون صامويل..
النازيون احتلوا باريس بعد حرب خاطفة، حطموا فيها الاستراتيجية الدفاعية الفرنسية العاقرة، التي كانت تعتقد بحتمية الهجوم الألماني من ثغور الحصن الدفاعي الفرنسي الهائل ‘‘ خط ماجينو‘‘..سقطت استراتيجية الدفاع من معابر الحدود البلجيكية..ومعها مليوني جندي فرنسي في الأسر، كان من بينهم الشاب ريمون.

الحبيبة ومن ثم الزوجة لاحقًا علمت مكان احتجازه في ستراسبورج، قطعت المسافة ومعها عقاقير، نجحت بتمريرها له، ابتلعها، أصيب بتسمم، نقل لمشفي عسكري، كانت بالانتظار ونجحت في تهريبه..كانت أول حالة فرار من قبضة النازيين، علي يد امرأة، ولن تكون الأخيرة..ريمون عاد بعد 4 سنوات ليقع في أسر أبشع النازيين سيرة في القطر الفرنسي..الجزار كلاوس باربي..حصص من التعذيب المكثفة أودت بحياة رفيق دربه والبطل الفرنسي الأشهر جان مولان..بينما صدر حكمًا بالإعدام علي ريمون..


تظهر السيدة من جديد.. تلك المرة كانت تحمل مولودها الثاني..مثيلاتها من الحوامل في الشهر الخامس يفضلن عادة البقاء في المنزل..لم تفعل..قادت مجموعة من المقاومين المسلحين، واقتحمت محبس زوجها وحررته..ومن لحظتها وُلدت أسطورتها لتحيا للأبد في الذاكرة الفرنسية..أسطورة لوسي أوبراك..لوسي، التي يتذكرها الجميع في هذه الأيام التي توافق ذكري تحرير باريس من الاحتلال النازي، وقفت ذات مساء تحاجج أحد رفقاها المنقلبين..كان يقنعها باسقاط خيار المقاومة والتسليم بوجود الألمان وبناء حياة مستقرة مطعمة بمزايا الاقتراب من سلطة حكومة فيشي في المنطقة الحرة..بصقت في وجهه قبل أن تلكمه بقبضتها في منتصف العنق ثم أجابت علي الرد شفاهة ‘‘كيف أحيا دون شرف‘‘

ليست هناك تعليقات: