كان يوماً مرهقاً وطويلاً , يكفيني فيه إرهاق المواصلات وزحمة الأتوبيسات ناهيك عن نار شمس أغسطس اللافحة ....... ولكن كل هذا سيزول قريباً فها هو المنزل أقبل ولن تمر سوى لحظات حتى أنزل أسفل مياه الدش الباردة ... تنتظرني زوجة طيبة القلب رغم ثرثرتها التي تعودت عليها....
أين أنت يا زوجتي العزيزة ..
ها هنا يا أحمد ..أخبارك وأخبار العمل ...
ماشي الحال الحمد لله ....
ولكن يبدو أن أسئلتها المتواصلة لن تهدأ فبادرتها مداعباً .. ليس هذا موعد نشرة الأخبار في السي إن إن ..
فردت بضحكتها المعتادة ..أعلم يا عزيزي ..
ثم أغلقت عينها اليسرى مغيرة نبرة صوتها لتوحي بأهمية ما ستقول...
ولكنك لا تعلم ما سمعت من أمك .... وشعرت بما تريد قوله قبل أن تكمل فلم أُعرها انتباه وبدأت في خلع قميصي المبلل بالعرق ... ولكنها في إصرار عجيب ...
كنت نازلة من الشقة إلي أمك فوجدتها تتحدث مع أختك منتقدتين إياك لرفضك قبول العريس المتقدم لأختك واصفةً إياك بـالغـ......... ولم تكد تكمل حديثها حتى وجدت يدي تهوي بغضب على وجهها قائلاً وأنا في منتهي الغضب ...
إياك مرة أخرى أن تحدثيني أن أحداً ما قال شيء عني في غيابي وويلك لو كان هذا الشخص أمي أو أختي..
ثم تركتها ودموعها حيث ذهبت إلي الحمام لآخذ الدش البارد كنت أُمنى نفسي به .... ثم ذهبت بعدها إلي السرير محاولاً أن أنام ولكن كأن النوم استحال عليه الاقتراب من هذه الغرفة ... فجلست ألوم نفسي بشدة ما هذا الذي فعلت ... إنها أول مرة .... نعم أعرف أنها أخطأت ولكني أيضاً بالغت في ردة فعلي .... كان من الممكن أن ألومها وأعتب عليها وأوضح لها خطئها ولكن بدون ضرب.. يا لغبائي المستحكم... ماذا أفعل الآن .... هل أذهب إليها وأصالحها ؟... أم ماذا أفعل .. وتركت البيت سائراً على غير هدى , لم توقفني سوى معدتي تذكرني بأنها لم تتناول شيئاَ منذ الساندويتش التي أعددته زوجتي لي صباحاً لأتناوله في العمل , وهي أيضاً أظنها لم تتناول شيء فهي لا تتناول غدائها حتى أعود من العمل ولو تأخرت ....
أتصورها الآن ما زالت في حجرتها تبكي لا تتخيل أني فعلت هذا ولا أنا يا زوجتي والله .... يجب أن أعود الآن لأرى كيف سأحل تلك المشكلة ..... وفي أثناء صعودي للشقة وجدت أمي وكأنها تنتظرني فأخبرتها للمرة الثانية رفضي لهذا العريس بعد أن استقصيت عنه للمرة الثانية فلم أجد أخلاقه على ما يرام وأني لا آمن حياة أختي مع هذا الشخص , والآن الأمر في يدك يا أمي فأنا لا أريد أن أظهر بمظهر الولد العاق لأمه ولا الكاره لمصلحة أخته فانظري ماذا تري... فردت علىّ أمي ... لديك كل الحق يا ولدي فلقد أرسلت لخالك وطلبت منه السؤال عن هذا الشاب فأخبرني بما سبق وقلت ونصحنا أنا وأختك بعدم الموافقة وكان هذا هو قرارانا , وخالك قد تركنا منذ لحظات , لهذا كنت سأصعد إليك لأخبرك برد أختك .... فقبلت يد أمي داعياً لها بالتوفيق ولأختي بعريس آخر أفضل .... وتركت أمي وهي تدعو لي ولزوجتي .... وصعدت وأنا منشرح الصدر وكأن كابوس زال من فوق صدري ووددت لو أن ما بيني وبين زوجتي يزول أيضاً .... وفتحت الشقة ودخلت فوجدت كل الأنوار مطفأة عدا نور الصالة فدخلت على الأولاد فوجدتهم نائمين قبلتهم وأغلقت الباب خلفي ... ثم وجدت منضدة الطعام معدة بطعام الغداء والعشاء معاً فوجدتني أردد فراخ... أرز...سلطة...وكوب من الماء ... أحمدك يارب ...... وقبل أن أمد يدي تساءلت وهل أكلت أم نامت حزينة بدون أن تتناول الطعام.
فذهبت إلي غرفتها فوجدتها تصلي فانتظرت حتى انتهت وأخذت نفس عميق وقلت له ""إتعشيتي" .... فنظرت إلي ولم ترد ولكني وجدت الرد في عينها الحمراء المليئة بالدموع ... ثم قامت وذهب إلي السرير فذهبت وأخذت يدها نحو منضدة الطعام .... فتمنعت في البداية ولكني أصررت فأخذت يدها في رفق وسحبتها ... ثم جلست على الكرسي وهي تقف بجواري , فلم أشأ أن أضغط عليها أكثر من ذلك وخاصة ً أن الأمور لا تحل هكذا ..... فصمتنا دقائق .... ثم وجدتها تنطق أنا آسفة يا أحمد فلم أشأ أن أُغضبك ..... فما كان مني إلا أن أمسكت بيدها واضعاً إياها على شفتاي مقبلها ...
أنا اللي آسف... فلم أتخيل يوماً أن يدي ستمتد عليك ... انا حقاً آسف وأنت تعرفين كم أحبك وكم هو قدرك في قلبي .... ولكن عندما أشعر للحظة أنك ستكونين السبب في الوقيعة بيني وبين أمي ... فإنني على الفور أختار أمي وسبق أن أخبرتك بهذا من قبل .... فأنا الابن الأكبر لها وولديها الآخرين مهاجرين , ولا أستطيع للحظة أن أُحزنها خاصةً بعد رحيل والدي....
وردت أنا حقاً التي يجب أن تعتذر عن سوء سلوكها ... ورغم ثقل يدك وشدة الضربة إلا أني لم أشك للحظة في حبك لي .... ولكن هذا ليس معناه أن تضربني على خدي الأيمن مرة أخري فقد احمر جداًً..... فوقفت وقلت .... أريني ... وقمت وقبلته واعتذرت لها مرة أخرى ... فارتبكت وشعرت بالخجل فأسرعت نحو الأطباق لتسخنها بعد أن صارت باردة ولا تصلح للأكل ... فذهب ورائها للمطبخ طالباً منها أن أسمع نشرة الأخبار!.
تمت
2005
هناك 6 تعليقات:
A disgusting story inspired by a revolting society with wicked relations between men and women.
حلوه ......بس كده
ضرب على الوش!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
على الوش!!!!!!!!!!
قصة فى منهى الرررررررروعة
عزيزى حائر
تسلم عليها
وفقنا الله لما فية الخير
مع خالص تحياتى
قصة فى منتهى الررررررررررررروعة
عزيزى حائر
تسلم ايدك
وفقنا الله لما فية الخير
مع خالص تحياتى
شكرا على تعلقياتكم كلكم
وبخصوص تعليق إيمان
فيه ناس كتير رفضوا منطق الضرب على الوجه دا تماماً
وانا والله رافض مبدأ الضرب ذات نفسه
حتى ونا بكتب كنت بفكر بعقاب يكون جامد يوضح علاقة البلطل بوالدته ومن غير ما يكون فيه اهانة شديدة للمرأة
لأن المرأة في النهاية هي أمي وأختي وبنتي وزوجتي الحبيبة في المستقبل
إرسال تعليق