المتابعون

الأحد، أبريل 01، 2012

عن قرار الإخوان ترشيح “الشاطر” رئيسا للجمهورية.

قراءة في قرار الإخوان ترشيح “الشاطر” رئيسا للجمهورية.




يعتقد الإخوان أن نقدنا لاختيار “الشاطر” مرشحا لهم لرئاسة الجمهورية نوع من أنواع الحقد السياسي عليهم أو السب السياسي لقادتهم…
ورغم أن النقاش لا يكون كثيرا عن شخصية “الشاطر” بل في قرار الجماعة وتأخره ودلالته وتأثيره على المجتمع كله..
ومجمل النقد الذي لاحظته من لحظة الإحساس بمجرد ترشيح شخص منهم هو..
أولا:
أن الإخوان جماعة مؤثرة في اتجاه مصر في تلك اللحظة الفارقة بعد قيام ثورتها العظيمة منذ أكثر من عام، وأن أي قرار لها أصبح لا يؤثر على الجماعة فقط بل يؤثر على كل مصر..سواء كنا داخلها أو خارجها..لذا وجب علينا جميع وضع الجماعة تحت الميكروسكوب للنقد والتمحيص والتحليل..

ثانيا:
كانت الجماعة قررت قبل تنحي مبارك بعدم نيتها الترشح للرئاسة وجددت تلك التصريحات مرات أخرى وكان أهمها عند فصل أبو الفتوح عندما أعلن نيته للترشيح، ثم عزل كل من يدخل في حملته الدعائية، بل وصل الأمر مؤخرا وقبل أيام بعزل كل من يثبت عليه عمل توكيل للرجل…إذن القرار قديم ومتجدد حتى آخر لحظة
فهل جماعة بهذا الحجم تغير قرارها لمجرد خلاف في الفترة الأخيرة مع العسكر…وإذا حللنا أصل الخلاف نجد أن العسكر هم العسكر حتى أثناء الثورة من يوم توليهم الأمن بديلا للشرطة مرورا بموقعة الجمل حتى ماسبيرو وأحداث محمد محمود وأحداث مجلس الوزراء…ألم تكن كل تلك الأحداث كفيلة أن تغير موقف الإخوان..فاكتشفوه مؤخرا..إذن إما الإخوان جماعة لا تستطيع قراءة الأحدث والهيئات وهي بذلك فاشلة…إما قراءتها خطأ منذ البداية وأرادت تصحيحه قبل فوات الأوان وذلك أيضا فشل من الجماعة وقادتها..
ثالثا:
كان الإخوان على مدار عام كامل وأكثر يحذرون من المؤامرة على المشروع الإسلامي ويحللون ويكثرون التحليل على أن وجود رئيس لمصر من التيار السياسي الإسلامي هو أكثر خطرا على هذا المشروع…وينتقدون حازم صلاح أو اسماعيل لأنه لن يتوافق عليه الشعب وسيكون مثار جدل من اتجاهات سياسية مختلفة معه في هذه المرحلة المهمة…وايضا فشل الرئيس ذات الخلفية الإسلامية سيعني فشل المشروع السياسي الإسلامي كله مبكرا…
وبعد ترشيح “الشاطر” تغير الكلام كله عن وجوب حماية المشروع الإسلامي كله…فكيف يتغير نفس منطق أمس إلى منطق اليوم بنفس الشخص المدافع به ولا يعتبر ذلك نوعا من أنواع التدليس
رابعا:
هل أخطأ ابو الفتوح عندما أعلن ترشيحه المبكر؟، طبعا نعم لأنه خالف شورى الجماعة… ولكنه لم يخطئ حينما استطاع قراءة التاريخ بصورة صحيحة واتخذ نفس القرار الذي اتخذه الإخوان بعده بعام كامل بنفس الأسباب تقريبا….
خامسا:
رغم أني لا أفضل سياسة المؤامرة..ولكن من الواضح أنه لا يجب أن نغفلها هنا.. فنحن أمام اختيارين..هل تم ترشيح الشاطر بموافقة العسكر أم تصعيدا ضده
لو قلنا أنه بموافقته…فهذا له دلائل مسبقة منها.التوافق الغريب بين مواقف العسكر والإخوان طوال عام، سحب الآثار المانعة لترشيح “الشاطر” سياسيا من قبل المجلس العسكري…ضرب أي مرشح إسلامي أو حتى ثوري وما بالك لو كان إسلامي ثوري وهو الدكتور حازم صلاح أبو إسماعيل الذي يمثل الرقم الصعب ضد المجلس العسكري حاليا وضد أي مرشح..
ولو قلنا ان قرار تصعيدا ضد العسكري….مع ان هذا مستغرب لدي لأن سياسة الإخوان التصعيدية والثورية ليست من سمات الجماعة التربوية ولا التنظيمية…ولكن ألا تعلم الجماعة أنه من الممكن أن يتطور هذا التصعيد ويضر بمصر كلها كما حدث عام 1954 عندما انقلب العسكر عليهم وضاع الإخوان وضاعت مصر كلها بسبب أخطائهم تلك الفترة..
سادسا:
أسئلة عن “الشاطر” شخصيا..ما هي مؤهلاته السياسية سواء داخل الأحزاب أو الانتخابات أو العمل النقابي..وهل قاد يوما مجموعة سياسية أثبت بها كفاءة؟؟؟
وعن كون “الشاطر” رجل أعمال…ألا يعيدنا هذا إلا ما كانت عليه مصر حينما تحكم بها رجال الأعمال وحدث ازدواج خطير ما بين السلطة ورأس المال..وما زلنا ندفع ثمن هذا الزواج المدنس حتى هذه اللحظة…فمن يضمن لنا أن لا يتكرر هذا النوع من التزاوج
سابعا: إن معارضتي “شخصيا” لترشيح الرجل ليست انتقاصا منه بالعكس فقراءتي عنه تعطيه الكثير من المزايا والإمكانيات..ولكن هل هو الأنسب لمصر حاليا…وهل ترشيحه بتلك الطريقة العجيبة سيضمن لو فوزا مريحا…وهل نحن نحتاج رئيسا نلتف حوله..أم رئيسا نشكك في نواياه حتى قبل أن يبدأ
…..
وفق الله مصر ووفق من يعمل بنية خالصة وعقل واعي لمصلحتها…

ليست هناك تعليقات: