ست البنات...ست سنوات. |
(1)
إن كل شيء يبدأ بحلم، وأولادي أحلامي النضرة
كالفجر، نما في كل قلبي دون سابقة وعي كل فنون العشق، لامست جلدهم يوم مولدهم فذاب
صدأ السنين الذي تراكم على مفاصلي منذ قرون، قامت في خلايا روحي حياة جديدة
أنهكتها سنوات الخذلان، حياة جديدة من جسد غض إلى جسد هرم في عمر الشباب.
(2)
يلمس شعرها وكأنه يرقيها من عينيه، يحكي
على مسامعها حكاية لم يؤلفها سوى في تلك اللحظة، يصارحها أنه حائط الصد لها ضد كل
مآسي العالم، يغلق الباب خلفه وفي عينه دمعة لأنه يعرف أنه يكذب.
(3)
يا بنت القلب على باب كل حلم من أحلامك،
وحش مخيف فلا تهربي ولا تنزعجي منه، إنما تحقيق الأحلام عند الصدمة الأولى، فإذا
نالك منه صرخة أو ضربة تحمليها ومري إلى حلمك في سلام.
(4)
من المهم أن تضعي حجاباً يستر جسدك
ورأسك، ولكن لا تنسي أنه من الأهم أيضا معرفة ماذا تضعين في
رأسك؟!.
(5)
يا بنيتي، من يبحث عن الهامش سيجده، ومن
يبحث عن مجده وسط الطريق فسيجد فيه فسحته، وتذكري دوما أن الضربة التي لا تقتل تقوي.
(6)
في النهاية
أستسمحك عذرا لأن يوم ميلادك لن أكون
بجوارك للمرة الأولى، حاولت جمع حقائبي واختصار أيام غربتي ولكني تبعثرت في الطريق
لقرار مثل هذا، ليس تجاهلاً لك بل أنني حرمت نفسي من اللذة، وخضت في كثيرا من
أوحال الغربة، الغربة التي ما إن خطوت بابها تركت عليه كل ما رجوته لنفسي، ودهست
أحلامي البسيطة حتى لا يخيب رجاؤك في أب خايب الرجا كما يدعون.