المتابعون

الثلاثاء، أغسطس 22، 2017

العودة للتدوين.


العودة للتدوين.
(1)
مارس 2005، أي منذ 12 عاما قمت بإنشاء هذه المدونة، لم أكن أرغب أن تكون مدونة يعرفها الأقارب والأصدقاء المقربون، فلقد أغواني أن أبدأ مع الغرباء، الذين لا يعرفوني بشكل شخصي، لم يكونوا عني فكرة مسبقة الدفع، لم يكرهوني من قبل…
وعلى غير ما توقعت كونت علاقات جيدة، ورحب بي أناس أفاضل، مما جعلني متلهفا للكتابة هنا، ومع ذلك توقفت، يوما ما لا أدرى ماهيته وجدتني توقفت…
(2)
كل يوم كانت يخبرني هذا الملعون، لا تكتب، إياك والكتابة يا هذا، لا تفرط فيما سيأخذك إلى أعماق المخاطر، لا تتحرك من على الشاطئ….
لم أستسيغ هذا النداء، يذكرني بمقولة “خليك ماشي جنب الحيط!” والله دخلنا جوا الحيط وأيضا قتلونا واغتالوا أحلامنا.
هذه المرة أدركت أن أعظم ما قد نمتلكه هو تلك الحروف المبعثرة على شفاه صامتة، تلك الحروف الثائرة في قلوب نابضة، لا يشترط أن تكون كاتبا رائعا متمكنا مما تقول، لا يخافون من المهرة بل يخافون من التفكير، لذا قررت أن أكتب ما أفكر فيه، سواء كانت عن ثورة تحولت إلى خيبة، عن قصة من عبادة إلى عادة…
(3)
لا يهم أن أكون الأروع، الأهم أن أثبت أنني ما زلت أتنفس، أنبض، أنبش ككتكوت انجليزي حزين طردوه من بلده وجاء إلى مصر، وأنني كائن صغير يدور مع دورة الأرض أو عكسها إن لم تعجبه طريقة دوران الأرض.
(4)
لماذا أكتب؟
لأن الوحدة كابوس قاتل، الصمت قاتل ينساب بين شرايينك دون أن تشعر به، أنا والصمت والوحدة أصدقاء، والكتابة هي الضيف الثقيل الذي يعكر مزاج تلك الجلسة الثلاثية، لا أحد يعرف مشكلتي مع الوحدة والصمت سوى الكتابة، تلك التي تدع لي الفرصة للتحدث حتى أعتقد “ولو زورا” أني أعظم متحدث في الدنيا وأن الجميع ينصتوا لي في خشوع….وأدب.
(5)
أدرك إن إدماني للوحدة والصمت قد أعياني، والكتابة تأخذني منهما بشعور أنتشيه ولو للحظات!
شعور مثل شعور المواد الكيماوية التي يتعاطاها المدمن، نعم مدمن صمت ووحدة ورغم محاولاتي الكف عن التعاطي، إلا أن أعراض الانسحاب لا تدعني سوى عند السباحة بين ضفتي كتابة أو الانسجام في لحظات أُنس مع قلم والشخبطة على بعض الصفحات البيضاء.
(كلمة أخيرة)
مدونتي مثيرة للدهشة، ومغرقة في العادية في نفس الوقت، هذا سر لا يدركه أحد سواي.

ليست هناك تعليقات: